الأربعاء، 11 يناير 2012

الجناينـــى هو القاتــل


دايما كنت بسمع جمل رنانة عظيمة عن قيمة العمل واهميته فى جعل الإنسان ذو قيمة فى المجتمع.....كلام انشا عمرى ما فهمت ايه الغرض منه......ماتقوليش ان غرضه التحفيز على العمل.....بالعكس انا شايف انه مصدر طاقة سلبية ...بالبلدى كدة لأنه كلام ناشف ميت مافيهوش روح...... عدت الأيام ولسه بتعدى وانا حاسس ان اليوم بقى اكثر رتابة...ممل .... مافيهوش جديد......لغاية يوم مافتحت الجرنال والاقى خبر وفاة الكاتب الكبير ابراهيم اصلان.... كل معلوماتى عنه انه صاحب قصة فيلم الكيت كات.....الفيلم دة من اقرب الأفلام لنفسى....المهم..وانا بقرا الخبر لفت انتباهى اسم عمل من ضمن اعماله (خلوة غلبان).........الأسم عجبنى وشدنى وقررت اقرا الكتاب دة فى محاولة بائسة للقضاء على الملل وفى نفس الوقت القضاء على جهلى بهذا الكاتب الكبير.... خواطر وقصص وذكريات كتير استمتعت بأسلوب سردها وكانت لكل خاطرة او قصة عنوان.......فى كل يوم اقرا خاطرة جديدة لغاية ما وصلت لخاطرة تحت عنوان (شجرالظل)......... بإختصار القصة بتحكى عن عم محمود الجناينى اللى بيتردد بين الحين والأخر على مقر جريدة الحياة....كان عندهم عدد من شجيرات الظل فى المكاتب وصالة التحرير....والشجيرات دى تتطلب عناية خاصة جدا......عم محمود وظيفته انه ياخد باله من هذه الشجيرات...وفى المقابل بيقبض مبلغ شهرى......مع مرور الوقت الشجيرات دى ابتدت تذبل وتموت وبتم استبدالها باخرى من البلاستيك.......عم محمود خاف على شغله (عمله) اللى بيحبه وبياكل منه ......قرر انه يشترى على حسابه شجيرات طبيعية جديدة عشان مايفقدش وظيفته ..ووصل بيه الحال انه بيصرف راتبه على شراء الشجيرات الجديدة......هنا بتنتهى القصة وهنا انا اتسمـرت فى مكانى......مش قادر افهم وجهة نظر عم محمود الغلبان فى انه يصرف راتبه لمجرد عدم فقدان الوظيفة اللى بيحبها......عم محمود بالنسبة لى اصبح رمز لحب من نوع نادر .......حب كاشف للعيوب ومابيستـرش ....... تفتكر لو فى يوم شفت عم محمود ماشى فى الشارع بهدومه القديمة وماشى جنبه واحد لابس بدله شيك ونضارة فخمة وماسك موبايل غالى ومفاتيح عربية فارهة.......... هل نظرتك للأتنين حتبقى واحدة ولا مختلفة؟ وان كانت مختلفة حتكون فى صالح مين؟..........جاوب بينك وبين نفسك على السؤالين دول وماتقلش الأجابة لحد....... قولها بس لنفسك..... ان كانت ايجابية..ماتتغرش وحاول تحافظ على ايجابيتك..... وان كانت سلبية....صلح من نفسك ومن نظرتك للناس وافتكر دايما ان نظرتك السلبية دى بتقتلك كل ويوم والجناينى هى القاتل.